إن الإمارات العربية المتحدة وهي واحدة من الاقتصاديات الأفضل في منطقة أسيا الغربية، تنوي أن تستخدم العملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين للتبادلات التجارية. كما وقد أصبح اليوم استخدام العملات الرقمية من قبل الدول أمرًا شائعًا، وتفيد الأخبار أن مختلف دول العالم أصدرت تصاريح لاستخدام هذه العملات. ففي هذا المقال، نقدّم المزيد من الإيضاحات حول السياسة الاقتصادية لدولة الإمارات وهي سياسة يمكن أن تكون مفيدة للغاية للتنمية الاقتصادية الإماراتية.البلوكشين في دولة الإمارات
تنوي الإمارات العربية المتحدة أن تصبح أحد المقاصد المهمّة للبلوكشين في العالم. ويتوقع الخبراء أن تتحوّل الإمارات إلى أحد أفضل الدول التي تستخدم العملات الرقمية. فهناك أمام الإمارات العربية المتحدة فرصة مؤاتية للغاية لتتولى قيادة تكنولوجيا ICO الأمر الذي يمكن أن يكون نقطة انطلاق جيدة للشركات الناشئة القائمة على الرموز.
وقد تصبح الإمارات العربية المتحدة رائدة صناعة العملات الرقمية. ولتحقيق مستقبل ثابت في صناعة العملات الرقمية، يجب على دولة الإمارات أن تركّز على رعاية المطوّرين والمستثمرين المحليين فيها. فإن بورصة السلع في الإمارات العربية المتحدة ستنشئ منصّة مهمة لتبادل رموز ICO المميّزة بالتعاون مع بورصة أبو ظبي وسوق دبي المالي.
استراتيجية الإمارات المتعلقة بالعملات المشفّرة
هذا وتقوم دولة الإمارات بتطوير العديد من المشاريع المتعلقة بالبلوكشين والعملات الرقمية بشكل متزامن في جميع إماراتها. كما تنوي دولة الإمارات إنشاء عملة رقمية للتبادلات بين مختلف إماراتها بالشراكة مع جارتها المملكة العربية السعودية. وقد أعلنت شركة FTX الكبيرة لصرافة العملات الرقمية أنها ستحصل على التراخيص اللازمة في دبي وسوف تقوم بإنشاء مكتب مركزي إقليمي في هذه المدينة. يذكر أن FTX هي شركة صرافة مهمة ونشطة في أوروبا، والتي ستستضيف دبي عاصمة التجارة العالمية. تم الاعتراف بالإمارات العربية المتحدة كثالث أكبر سوق للعملات المشفّرة في منطقة الشرق الأوسط.
لقد تحوّلت دبي في الآونة الأخيرة إلى مركز استثماري مهم للعملة المشفّرة وعالم البلوكشين. ويأتي هذا المشروع ليهدف إلى تعزيز موقع الإمارات العربية المتحدة ودبي كلاعبين رئيسيين في التصميم المستقبلي للأصول الرقمية. كما وتعمل "بايننس"، أكبر شركة للصرافة الرقمية من حيث حجم التبادلات، للحصول على ترخيص النشاط في دبي. ولقد أصدرت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي التراخيص على أساس القوانين الجديدة، وتشرف على أداء وإدارة منصات العملة الرقمية. وتقوم هذه المنظمة بصيانة ونقل أنظمة البلوكشين وستقوم بمراقبة تغير الأسعار. كما وإن حماية معلومات المستثمرين هي الأخرى خاضعة لإشراف هذه المنظمة.
كسب ثقة المستثمرين على صعيد العالم
من المعروف أن دبي قد اتخذت إجراءات خاصّة لكسب ثقة المستثمرين في عالم البلوكشين. كما إن إدارة الأصول الافتراضية في دبي سوف تقدّم أنواعًا من الخدمات بالتنسيق مع المصرف المركزي للإمارات العربية المتحدة ولجنة البورصة والأوراق المالية. ليست وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها سماع مثل هذا الخبر من الإمارات العربية المتحدة. فقد بدأت "بايننس" مؤخرًا نشاطها الرسمي في هذا البلد. وعلى الصعيد ذاته، تعتبر نظرة الإمارات العربية المتحدة إلى عالم البلوكشين قضية ملحوظة. كما اتخذت دبي خطوات منيعة باتجاه تحوّلها إلى رائدة عالمية في اعتماد البلوكشين.
هذا وإن الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت مشروع دبي الذكيّة العام الماضي، تنوي أن تكون دبي أول مدينة تستخدم DLT بالكامل.
في العام الماضي، استخدم أقدم مصرف أهلي في دبي تقنية البلوكشين لتعزيز أمن الزبائن وإنشاء منصة مصرفية ذكية؛ علمًا بأن نشاط العملات الرقمية في دبي لا يقتصر على حالات قليلة. فقد أعلن مدراء مركز دبي التجاري العالمي مؤخرًا أنهم يتعاونون مع هيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات العربية المتحدة. وكان ذلك يرمي إلى مساعدة مدراء مركز دبي التجاري العالمي على توسيع قائمة خدماتهم لجذب الاستثمار الدولي والأنشطة الأخرى الرامية إلى خلق فرص العمل. وكما أصبحت دبي تسير نحو الإبداع والاقتصاد الرقمي، فإن DWTCA ستدعم المهن المتعلقة بالبلوكشين.
إثر ظهور تقنيات جديدة مثل الرموز غير القابلة للاستبدال أو إن. إف. تي، يجب على هذه المنظمة إيجاد سبل لتقديم خدمات أفضل للمواطنين. فإن DWTCA تلتزم بأن تصبح رأس مال للعملة المشفّرة لجذب المستثمرين الأجانب.
مزايا العملة المشفّرة من حيث الأمان
ما هي الفائدة التي يحصدها الناس من الاستثمار في البلوكشين وأمن دبي؟ لقد تمكنت الإمارات من تحقيق أرباح هائلة نتيجة استثمارات الشركات الأجنبية. أيضًا، كما تمكنت من جذب العديد من المستثمرين من جميع أنحاء العالم خلال فترة وجيزة. ويعود معظم الوضع الحالي لدولة الإمارات إلى هذه الاستثمارات القوية. إن التحوّل إلى عملة رقمية من شأنه جلب العديد من الفوائد لهذا البلد. الفائدة الأولى لهذه العملية تتعلق بدخول رأس المال إلى الإمارات. فبالتالي، تزداد فرص العمل ويصبح الاقتصاد أقوى. وفي المرحلة التالية، ولسبب وجود قوانين خاصة وحالات رعاية خاصة، يتوجه المستثمرون من مختلف البلدان إلى الإمارات العربية المتحدة.
كما إن تكنولوجيا البلوكشين تُعتبر حالة أخرى من الحالات التي تؤدي دورًا بارزًا في تقليص النفقات ورفع المستوى الأمني لدولة الإمارات العربية المتحدة. ليست الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي اتخذت موقفًا إيجابيًا في هذا المجال. ففي الآونة الأخيرة تلقت دول أخرى مثل البحرين والمملكة العربية السعودية هي الأخرى تصريحًا للعمل في ذلك. لقد مكّنت قدرات البلوكشين شركات عديدة، من خلق شفافية مالية ومنع الانتهاكات المحتملة، وذلك بفضل استخدامها هذه التكنولوجيا.
مزايا العملات الرقمية والبلوكشين
من المعروف أن العملات الرقمية ليست سوى جزء من تقنية البلوكشين. والبلوكشين هي قاعدة بيانات موزعة قائمة على الإجماع تحتفظ دائمًا لديها بقائمة من السجلات. فبالتالي، لا توجد هناك إمكانية كبيرة لإساءة استخدام قاعدة البيانات هذه.
إن مدينة دبي، التي أطلقت على نفسها اسم مدينة المستقبل، راحت تعتزم بناء مستقبلها الاقتصادي على شبكة البلوكشين. ويمثّل تقديم العملة الرقمية EM-Cash في دولة الإمارات الخطوة الأولى التي اتخذتها دبي في هذا المجال. وتقوم البحرين والإمارات حاليًا بالتنافس على أن تصبح كل منهما هي العاصمة الرئيسية للعملات الرقمية في منطقة غرب آسيا، حيث أصدر كلا البلدين تراخيص خاصّة لصيرفة العملات الرقمية والمعاملات الخاصّة بها وقاما بالاستثمار في الشركات الناشئة ذات الصلة.
اليوم، استحوذت العملة المشفّرة بيت كوين على 42.72 بالمائة من إجمالي السوق. وقد تم إنشاء هذه العملة المشفّرة من قبل مجموعة مجهولة من المتداولين على شبكة البلوكشين.